القرآن الكريم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
القرآن الكريم
القرآن الكريم في كتا ب الله
قال تعالى في سورة الواقعة { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } . فما هذا القرآن الذي وصفه الله تعالى في هذه الآية بأنه (( قران كريم )) ؟ طبعاً اختلف المفسرون في تفسير هذه الآية لأن كل منهم ينظر بعين تختلف عن عين الأخر ويفكر بعقل غير عقل الآخرين ، فلما اعتمد المفسرون على الظن والعقل كانت النتيجة هذا الاختلاف وإمامنا الصادق (عليه السلام) يقول : (( إن ابعد شيء عن كتاب الله العقل )) ومثله قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (( دين الله لا يصاب بعقول الرجال )) . ويضرب الأئمة (عليهم السلام) على الذي يفسر القرآن بعقله كأنه يخر من السماء إلى الأرض . أما اذا كان التفسير قائماً على المعرفة الإلهية وعلوم أهل البيت (ع) وشهادة القرآن بعضه لبعض ، إذ إن القران بعضه يفسر بعض ، فأنه حتماً يصيب الحقيقة ويكشف السر . يقول أهل التفسير إن المقصود بالقرآن الكريم هو كل القرآن أو المصحف الشريف ، وجميع ايا ت الكتاب ،وهذا غير صحيح وذلك لعدة أمور منها :
1- حسب مقتضى نظرية تجزئة القرآن التي تؤكد إن القرآن غير الكتاب . فصار هذا القرآن الموصوف بكونه كريم هو جزء من عامة القرآن والذي يوجد في الكتاب . وهو غير القرآن الحكيم وهو غير الذكر وغير النبأ وغير القرآن المجيد . وذلك مبين في القرآن بحسب المتعلق والاضافة . وقد بين الله سبحانه وتعالى معنى الكرامة التي تعطي معنى الافاضة . فالله أفاض الوجود على مخلوقاته عالماً بعد عالم إلى إن وصلت إلى عالم الملك .
2- قوله تعالى { لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }علماً إن الكتاب من ناحية التفسير والتأويل قد مسه غير المطهرين وان بعض الفقهاء والمفسرين قام بتفسير القرآن وهناك من قام بتأول القرآن .
إذا فالمقصود هو قرآن لا يعلم حقيقته وتأويله إلا المطهرون . وبعد البحث وربط القرآن بالقرآن وشهادة الكتاب بعضه لبعض وتصديق الروايات المعصومية لأيات ثبت ان المقصود بالكتاب الكريم الذي لا يمسه إلا المطهرون هو البسملة فقط وليس كل القرآن ، وذلك لعدة أدلة :
(1) حسب الربط ألمعادلاتي القائم على ربط القرآن بالقرآن وهذا يكون على ثلاث مراحل هي :-
المرحلة الأولى:- إثبات إن البسملة قرآن. وقد قلنا في ما سبق إن لفظ (( قرآن )) يعني ما يقرأ في كل آن والبسملة أصدق ما يتصف بهذه الصفة كيف لا وأئمة الهدى ( عليهم السلام) قد ندبوا إلى قراءتها على كل حال ، وأمروا شيعتهم بتصدير كل فعل أو قول بها ، وموصفهم أي عمل او قول لم يبدأ بها بأنه (( أبتر )) وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (( بسم الله الرحمن الرحيم ، أحق ما جهر به وهي الآية التي قال الله عز وجل { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القرآن وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً }الإسراء46)) . فأتضح من هذه الرواية أن البسملة هي الآية الموصوفة بأنها (( القرآن )) حيث قال في الآية ذكرت ربك في القرآن أي البسملة وعلى هذا ثبت إن البسملة قرآن .
المرحلة الثانية :- إثبات وصف (( كريم )) للبسملة . قال تعالى حكاية عن بلقيس { قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }النمل 35-36. حيث وصفت الآية الكتاب بأنه كريم وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ، اذاً فالبسملة هي الكتاب الكريم . وقد ورد عن أمير المؤمنين ما يشمل على هذا المعنى وهو قوله ( عليه السلام) : (( إن كل في القرآن قد أنطوى في أم الكتاب وكل ما في أم الكتاب قد انطوى في البسملة وكل ما في البسملة قد انطوى في الباء وكل ما في الباء قد انطوى في النقطة التي تحت الباء وانأ النقطة )) .
من هذه الرواية المشهورة نلمس إن مصدر الإفاضة على أم الكتاب هي البسملة وهذا يعطيها صفة الكرامة . فهي أصل القرآن ومصدره .
المرحلة الثالثة :- والجمع بين ما حصلنا عليه في المرحلة الأولى مع ما حصلنا عليه في المرحلة الثانية حيث ثبت في اولاً ان البسملة قرآن . وثبت ثانياً أن البسملة كريم فالنتيجة أن البسملة قرآن كريم .
(2) ورد في الرواية الواردة عن الإمام الصادق (عليه السلام) وصف البسملة بأنها آية في القرآن حيث جاء عن أبي حمزة عن أبي عبد الله (عليه السلام) وروي أيضاً عن الباقر (عليه السلام) : سرقوا أكرم أية في كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم وينبغي الإتيان به عند افتتاح كل أمر عظيم أو صغير ليبارك فيه )) تفسير الميزان المجلد الأول ص15 . والمعروف إن لفظ أكرم فيها الكريم وزيادة ، ومن المعلوم إن لفظ أكرم هو صيغة مبالغة في الكرم والكريم يقال فلان أكرم من فلان فهو كريم، وعليه تثبت أن البسملة قرأن كريم .
(3) وبحسب الربط الثلاثي القائم على الشبه بين ( الكتاب التكويني – الكون) و ( الكتاب ألتدويني – القرآن) و ( الكتاب الإنساني – الإنسان) حيث خلق الله جل وعلا كل كتاب على سنخ الأخر إنما الاختلاف في المتعلق والعالم والظرف والزمان . ومن الثابت إن البسملة بداية الكتاب ألتدويني (القرآن) والذي يكون محلها في الكتاب الإنساني (الإنسان) هو الرأس ومن المعلوم إن كرامة الإنسان في رأسه وانه يوصف بالذل وبذل ماء الوجه إذا كان مطأطأ رأسه وأليه الإشارة في قوله تعالى مخاطباً المتكبرين حال الذل التي يلاقونها في العذاب {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ }الدخان48.
(4) ولما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع البسملة (القرآن الكريم) في أول كتابه ليفيض عليها ومنها يصل إلى الجميع فأنه لا بد إن يكون هذا الفيض نازلاً على من يتمتع بصفة الكرم لكي يفيض هو أيضاً بما استقبله من فيض على الآخرين ولكي لا يبخل حتى باليسير على غيره . ولما كانت البسملة هي أول من استقبل الفيض الإلهي فهي إذا القرآن الكريم وهي التي تتصف بصفة الكرم لذا فأن الله سبحانه وتعالى قد افتتح بتا كلامه في القرآن ، فهي الباب لكل سورة . ولما كان الله هو مصدر الفيض والعطاء والكرم وهو الحفيظ على الإنسان من خلال كلامه سبحانه وتعالى في كتابه ( المصحف الشريف) وان من المعلوم إن المولى تقدست آلاءه يريد لهذا الفيض إن يستمر ويبقى ويصل إلى الجميع فانه لابد إن يكون هذا الفيض النازل على من يتمتع بصفة الكريم لكي يفيض هو أيضا بما استقبله من فيض على الآخرين . ولكي لا يبخل حتى باليسير على عبده ، ولما كانت البسملة هي أول من استقبل الفيض الإلهي فهي إذا القرآن الكريم وهي التي تتصف بصفة الكرم لذا فان الله سبحانه وتعالى افتتح بها كلامه في القرآن .
واليه الإشارة في الخبر المروي في عيون إخبار الرضا عن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) قال الله عز وجل.. إلى إن قال فإذا قال العبد : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قال الله جل جلاله : بدأ عبدي باسمي وحق علي إن اتمم له أموره وأبارك له في أمواله . وهل إتمام الأمر وزيادة البركة إلا من صفة الكريم .
وفي عيون إخبار الرضا عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (( إن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب وهي سبع آيات تمامها (( بسم الله الرحمن الرحيم )) )).
وعنه (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال : ( ....... وان فاتحة الكتاب اشرف ما في كنوز العرش وان الله عز وجل خص محمداً (صلى الله عليه واله وسلم) وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبياءه ما خلا سليمان عليه السلام فأنه أعطاه منها (( بسم الله الرحمن الرحيم)) يحكي عن بلقيس حين قالت { قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }الخبر.
وفي الكافي والتوحيد والمعاني والعياشي عن الصادق (عليه السلام) قال : (( الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله – وفي رواية ملك اللك- والله اله كل شيء الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة )) .
فأول تجلٍ لله في محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ومنه أفاض التجليات والموجودات الأخرى . وأول تجلٍ هو النقطة ومن النقطة أفاض الباء ومن الباء أفاض البسملة ومن البسملة أفاض القرآن . وكما ورد في الحديث : (( العلم نقطة كثرها الجاهلون)) . فمن النقطة تكونت الحروف ومن الحروف تكونت الألفاظ ومن الألفاظ تكون الكلام. فلو طوي الكلام في الإلف ثم طويت الألفاظ في الحروف ثم طويت الحروف لكانت النتيجة نقطة.
* النقطة ونور الله :
قلنا إن النقطة هي مصدر الفيض الإلهي ومنها انبثق الوجود . وللنقطة ظاهر وباطن ، فظاهرها محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وباطنها علي (عليه السلام) لذلك فقد أسندت الرسالة من قبل المولى تبارك وتعالى لمحمد (صلى الله عليه واله) إذ اصطفاه واختاره رسولاً وخاتماًَ للأنبياء وأعطاه التنزيل وفضله على النبيين ربه ختم الشرائع والرسالات وخص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام) بالإمامة التي هي باطن الرسالة وأعطاه التأويل الذي هو باطن التنزيل . فالتأويل مرتبط بعلي أمير المؤمنين (عليه السلام). فقد جاء عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) لعلي (عليه السلام) : (( يا علي قاتلت على التنزيل وتقاتل من بعدي على التأويل )) .
إن علاقة علي (عليه السلام) بالنقطة علاقة حميمة لا تنفك أبدا. فعلي هو النقطة كما جاء في الرواية الواردة عنه : (( إن جميع إسرار الكتب السماوية هي في القرآن وجميع ما في القرآن هي في الفاتحة وجميع ما في الفاتحة هو في البسملة وجميع ما في البسملة هو في الباء وجميع ما في الباء في النقطة التي تحت الباء وانأ النقطة التي تحت الباء )) ينابيع المودة .
ومن المؤيدات لذلك عدة أمور :-
1- إن ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) في بطن الكعبة الذي هو المحور والمركز والنقطة بالنسبة لكون له عدة دلالات منها إن علي (عليه السلام) قد اختص بعلم التأويل والباطن فان لولادته في بطن الكعبة إشارة إلى ذلك المعنى . إن مركز الكون الذي هو الكتاب التكويني هو الكعبة المشرفة التي هي نقطة الكون لذا فأن الهداية قد جاءت من الكعبة عن طريق إبراهيم ( عليه السلام) ومحمد (صلى الله عليه واله وسلم ) وباطن الهداية هو علي (عليه السلام) لأن علي (عليه السلام) هو من ولد في باطن الكعبة كما لا يخفى . قال تعالى {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }الرعد7. قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : (( إنا المنذر وعلي الهادي )) .
2- ان علي (عليه السلام) بعث في الباطن مع الأنبياء (عليهم السلام) لأن الله قد خصه بعلم الباطن ولأنه هو باطن النقطة فأن كل الكتب في القرآن ومن القرآن واصل العلوم يرجع إلى القرآن والقرآن هو كلام الله واصل الكلام هو النقطة وعلي (عليه السلام) هو النقطة . فعلي كان مع جميع الأنبياء وانه محيط بجميع العلوم وقد جاء في خطبته التي خطبها في البصرة والمسماة خطبة البيان حيث قال : (( انا ولي الأصفياء انا الظاهر مع الأنبياء )) إلزام الناصب ج2 ص150 .
3- ان قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : (( انا مدينة العلم وعلي بابها )) انما يعود ذلك لكون علي (ع) هو باطن النقطة كما روي عنه (عليه السلام) : (( انا النقطة التي تحت الباء )) فالنقطة هي أصل الخلق واصل العلم واصل الرحمة واصل الوجود واصل الهداية فأن أصل العلم من القرآن والعلم كله في القرآن والقرآن مدينة وبابها النقطة والنقطة هي علي (عليه السلام) فعلي باب تلك المدينة التي هي القرآن والتي هي الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) .
قال تعالى في سورة الواقعة { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } . فما هذا القرآن الذي وصفه الله تعالى في هذه الآية بأنه (( قران كريم )) ؟ طبعاً اختلف المفسرون في تفسير هذه الآية لأن كل منهم ينظر بعين تختلف عن عين الأخر ويفكر بعقل غير عقل الآخرين ، فلما اعتمد المفسرون على الظن والعقل كانت النتيجة هذا الاختلاف وإمامنا الصادق (عليه السلام) يقول : (( إن ابعد شيء عن كتاب الله العقل )) ومثله قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (( دين الله لا يصاب بعقول الرجال )) . ويضرب الأئمة (عليهم السلام) على الذي يفسر القرآن بعقله كأنه يخر من السماء إلى الأرض . أما اذا كان التفسير قائماً على المعرفة الإلهية وعلوم أهل البيت (ع) وشهادة القرآن بعضه لبعض ، إذ إن القران بعضه يفسر بعض ، فأنه حتماً يصيب الحقيقة ويكشف السر . يقول أهل التفسير إن المقصود بالقرآن الكريم هو كل القرآن أو المصحف الشريف ، وجميع ايا ت الكتاب ،وهذا غير صحيح وذلك لعدة أمور منها :
1- حسب مقتضى نظرية تجزئة القرآن التي تؤكد إن القرآن غير الكتاب . فصار هذا القرآن الموصوف بكونه كريم هو جزء من عامة القرآن والذي يوجد في الكتاب . وهو غير القرآن الحكيم وهو غير الذكر وغير النبأ وغير القرآن المجيد . وذلك مبين في القرآن بحسب المتعلق والاضافة . وقد بين الله سبحانه وتعالى معنى الكرامة التي تعطي معنى الافاضة . فالله أفاض الوجود على مخلوقاته عالماً بعد عالم إلى إن وصلت إلى عالم الملك .
2- قوله تعالى { لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }علماً إن الكتاب من ناحية التفسير والتأويل قد مسه غير المطهرين وان بعض الفقهاء والمفسرين قام بتفسير القرآن وهناك من قام بتأول القرآن .
إذا فالمقصود هو قرآن لا يعلم حقيقته وتأويله إلا المطهرون . وبعد البحث وربط القرآن بالقرآن وشهادة الكتاب بعضه لبعض وتصديق الروايات المعصومية لأيات ثبت ان المقصود بالكتاب الكريم الذي لا يمسه إلا المطهرون هو البسملة فقط وليس كل القرآن ، وذلك لعدة أدلة :
(1) حسب الربط ألمعادلاتي القائم على ربط القرآن بالقرآن وهذا يكون على ثلاث مراحل هي :-
المرحلة الأولى:- إثبات إن البسملة قرآن. وقد قلنا في ما سبق إن لفظ (( قرآن )) يعني ما يقرأ في كل آن والبسملة أصدق ما يتصف بهذه الصفة كيف لا وأئمة الهدى ( عليهم السلام) قد ندبوا إلى قراءتها على كل حال ، وأمروا شيعتهم بتصدير كل فعل أو قول بها ، وموصفهم أي عمل او قول لم يبدأ بها بأنه (( أبتر )) وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (( بسم الله الرحمن الرحيم ، أحق ما جهر به وهي الآية التي قال الله عز وجل { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القرآن وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً }الإسراء46)) . فأتضح من هذه الرواية أن البسملة هي الآية الموصوفة بأنها (( القرآن )) حيث قال في الآية ذكرت ربك في القرآن أي البسملة وعلى هذا ثبت إن البسملة قرآن .
المرحلة الثانية :- إثبات وصف (( كريم )) للبسملة . قال تعالى حكاية عن بلقيس { قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }النمل 35-36. حيث وصفت الآية الكتاب بأنه كريم وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ، اذاً فالبسملة هي الكتاب الكريم . وقد ورد عن أمير المؤمنين ما يشمل على هذا المعنى وهو قوله ( عليه السلام) : (( إن كل في القرآن قد أنطوى في أم الكتاب وكل ما في أم الكتاب قد انطوى في البسملة وكل ما في البسملة قد انطوى في الباء وكل ما في الباء قد انطوى في النقطة التي تحت الباء وانأ النقطة )) .
من هذه الرواية المشهورة نلمس إن مصدر الإفاضة على أم الكتاب هي البسملة وهذا يعطيها صفة الكرامة . فهي أصل القرآن ومصدره .
المرحلة الثالثة :- والجمع بين ما حصلنا عليه في المرحلة الأولى مع ما حصلنا عليه في المرحلة الثانية حيث ثبت في اولاً ان البسملة قرآن . وثبت ثانياً أن البسملة كريم فالنتيجة أن البسملة قرآن كريم .
(2) ورد في الرواية الواردة عن الإمام الصادق (عليه السلام) وصف البسملة بأنها آية في القرآن حيث جاء عن أبي حمزة عن أبي عبد الله (عليه السلام) وروي أيضاً عن الباقر (عليه السلام) : سرقوا أكرم أية في كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم وينبغي الإتيان به عند افتتاح كل أمر عظيم أو صغير ليبارك فيه )) تفسير الميزان المجلد الأول ص15 . والمعروف إن لفظ أكرم فيها الكريم وزيادة ، ومن المعلوم إن لفظ أكرم هو صيغة مبالغة في الكرم والكريم يقال فلان أكرم من فلان فهو كريم، وعليه تثبت أن البسملة قرأن كريم .
(3) وبحسب الربط الثلاثي القائم على الشبه بين ( الكتاب التكويني – الكون) و ( الكتاب ألتدويني – القرآن) و ( الكتاب الإنساني – الإنسان) حيث خلق الله جل وعلا كل كتاب على سنخ الأخر إنما الاختلاف في المتعلق والعالم والظرف والزمان . ومن الثابت إن البسملة بداية الكتاب ألتدويني (القرآن) والذي يكون محلها في الكتاب الإنساني (الإنسان) هو الرأس ومن المعلوم إن كرامة الإنسان في رأسه وانه يوصف بالذل وبذل ماء الوجه إذا كان مطأطأ رأسه وأليه الإشارة في قوله تعالى مخاطباً المتكبرين حال الذل التي يلاقونها في العذاب {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ }الدخان48.
(4) ولما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع البسملة (القرآن الكريم) في أول كتابه ليفيض عليها ومنها يصل إلى الجميع فأنه لا بد إن يكون هذا الفيض نازلاً على من يتمتع بصفة الكرم لكي يفيض هو أيضاً بما استقبله من فيض على الآخرين ولكي لا يبخل حتى باليسير على غيره . ولما كانت البسملة هي أول من استقبل الفيض الإلهي فهي إذا القرآن الكريم وهي التي تتصف بصفة الكرم لذا فأن الله سبحانه وتعالى قد افتتح بتا كلامه في القرآن ، فهي الباب لكل سورة . ولما كان الله هو مصدر الفيض والعطاء والكرم وهو الحفيظ على الإنسان من خلال كلامه سبحانه وتعالى في كتابه ( المصحف الشريف) وان من المعلوم إن المولى تقدست آلاءه يريد لهذا الفيض إن يستمر ويبقى ويصل إلى الجميع فانه لابد إن يكون هذا الفيض النازل على من يتمتع بصفة الكريم لكي يفيض هو أيضا بما استقبله من فيض على الآخرين . ولكي لا يبخل حتى باليسير على عبده ، ولما كانت البسملة هي أول من استقبل الفيض الإلهي فهي إذا القرآن الكريم وهي التي تتصف بصفة الكرم لذا فان الله سبحانه وتعالى افتتح بها كلامه في القرآن .
واليه الإشارة في الخبر المروي في عيون إخبار الرضا عن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) قال الله عز وجل.. إلى إن قال فإذا قال العبد : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قال الله جل جلاله : بدأ عبدي باسمي وحق علي إن اتمم له أموره وأبارك له في أمواله . وهل إتمام الأمر وزيادة البركة إلا من صفة الكريم .
وفي عيون إخبار الرضا عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (( إن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب وهي سبع آيات تمامها (( بسم الله الرحمن الرحيم )) )).
وعنه (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال : ( ....... وان فاتحة الكتاب اشرف ما في كنوز العرش وان الله عز وجل خص محمداً (صلى الله عليه واله وسلم) وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبياءه ما خلا سليمان عليه السلام فأنه أعطاه منها (( بسم الله الرحمن الرحيم)) يحكي عن بلقيس حين قالت { قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }الخبر.
وفي الكافي والتوحيد والمعاني والعياشي عن الصادق (عليه السلام) قال : (( الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله – وفي رواية ملك اللك- والله اله كل شيء الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة )) .
فأول تجلٍ لله في محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ومنه أفاض التجليات والموجودات الأخرى . وأول تجلٍ هو النقطة ومن النقطة أفاض الباء ومن الباء أفاض البسملة ومن البسملة أفاض القرآن . وكما ورد في الحديث : (( العلم نقطة كثرها الجاهلون)) . فمن النقطة تكونت الحروف ومن الحروف تكونت الألفاظ ومن الألفاظ تكون الكلام. فلو طوي الكلام في الإلف ثم طويت الألفاظ في الحروف ثم طويت الحروف لكانت النتيجة نقطة.
* النقطة ونور الله :
قلنا إن النقطة هي مصدر الفيض الإلهي ومنها انبثق الوجود . وللنقطة ظاهر وباطن ، فظاهرها محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وباطنها علي (عليه السلام) لذلك فقد أسندت الرسالة من قبل المولى تبارك وتعالى لمحمد (صلى الله عليه واله) إذ اصطفاه واختاره رسولاً وخاتماًَ للأنبياء وأعطاه التنزيل وفضله على النبيين ربه ختم الشرائع والرسالات وخص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام) بالإمامة التي هي باطن الرسالة وأعطاه التأويل الذي هو باطن التنزيل . فالتأويل مرتبط بعلي أمير المؤمنين (عليه السلام). فقد جاء عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) لعلي (عليه السلام) : (( يا علي قاتلت على التنزيل وتقاتل من بعدي على التأويل )) .
إن علاقة علي (عليه السلام) بالنقطة علاقة حميمة لا تنفك أبدا. فعلي هو النقطة كما جاء في الرواية الواردة عنه : (( إن جميع إسرار الكتب السماوية هي في القرآن وجميع ما في القرآن هي في الفاتحة وجميع ما في الفاتحة هو في البسملة وجميع ما في البسملة هو في الباء وجميع ما في الباء في النقطة التي تحت الباء وانأ النقطة التي تحت الباء )) ينابيع المودة .
ومن المؤيدات لذلك عدة أمور :-
1- إن ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) في بطن الكعبة الذي هو المحور والمركز والنقطة بالنسبة لكون له عدة دلالات منها إن علي (عليه السلام) قد اختص بعلم التأويل والباطن فان لولادته في بطن الكعبة إشارة إلى ذلك المعنى . إن مركز الكون الذي هو الكتاب التكويني هو الكعبة المشرفة التي هي نقطة الكون لذا فأن الهداية قد جاءت من الكعبة عن طريق إبراهيم ( عليه السلام) ومحمد (صلى الله عليه واله وسلم ) وباطن الهداية هو علي (عليه السلام) لأن علي (عليه السلام) هو من ولد في باطن الكعبة كما لا يخفى . قال تعالى {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }الرعد7. قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : (( إنا المنذر وعلي الهادي )) .
2- ان علي (عليه السلام) بعث في الباطن مع الأنبياء (عليهم السلام) لأن الله قد خصه بعلم الباطن ولأنه هو باطن النقطة فأن كل الكتب في القرآن ومن القرآن واصل العلوم يرجع إلى القرآن والقرآن هو كلام الله واصل الكلام هو النقطة وعلي (عليه السلام) هو النقطة . فعلي كان مع جميع الأنبياء وانه محيط بجميع العلوم وقد جاء في خطبته التي خطبها في البصرة والمسماة خطبة البيان حيث قال : (( انا ولي الأصفياء انا الظاهر مع الأنبياء )) إلزام الناصب ج2 ص150 .
3- ان قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : (( انا مدينة العلم وعلي بابها )) انما يعود ذلك لكون علي (ع) هو باطن النقطة كما روي عنه (عليه السلام) : (( انا النقطة التي تحت الباء )) فالنقطة هي أصل الخلق واصل العلم واصل الرحمة واصل الوجود واصل الهداية فأن أصل العلم من القرآن والعلم كله في القرآن والقرآن مدينة وبابها النقطة والنقطة هي علي (عليه السلام) فعلي باب تلك المدينة التي هي القرآن والتي هي الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) .
الرسول- ..::عضو جديد ::..
- الرتبة :
المزاج :
عدد المشاركات : 14
العمر : 44
البلد : العراق
الولاية الى أهل البيت (ع) : انا مولالي الى اهل البيت عليهم السلام
اعلام الدول :
عارضة احترام القوانين :
عارضة الطاقة :
رقم العضوية : 000167
نقاط : 5596
السٌّمعَة : 1
جود الحسن- ..:: المــــــــــــــــراقبه الــــــعــــــامه ::..
- الأوسمة :
الرتبة :
المزاج :
عدد المشاركات : 574
العمر : 36
البلد : القطيف
الولاية الى أهل البيت (ع) : انا مولالي الى اهل البيت عليهم السلام
العمل : طالبة جامعية
اعلام الدول :
عارضة احترام القوانين :
عارضة الطاقة :
رقم العضوية : 0030
نقاط : 6236
السٌّمعَة : 0
مواضيع مماثلة
» التحريف اللفظوي والمعتوي في القرآن
» القرآن العظيم
» الامام المهدي في القرآن
» أنواع المياه في القرآن
» مقارنة بين القرآن والحسين ع
» القرآن العظيم
» الامام المهدي في القرآن
» أنواع المياه في القرآن
» مقارنة بين القرآن والحسين ع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى