في تفسير أكذوبة المسافة الواحدة ( تحليل سياسي )
صفحة 1 من اصل 1
في تفسير أكذوبة المسافة الواحدة ( تحليل سياسي )
كثيرة هي المقولات والمفاهيم التي يتم استخدامها في الخطاب السياسي والأعلامي والتي عادة ما يتمنطق بها الساسة في كل حين . السنوات الماضية أفرزت كما هائلا من المقولات المبهمة والتي تثير الكثير من علامات الأستفهام . مقولات تتعلق بالوضع السياسي العراقي و بصراعات القوى السياسية أو بتشكيل حكومة ، تشريع دستور وأقرار قانون ما.
موزائيك وفسيفساء ومكونات أجتماعية متنوعة في أشارة الى التنوع العرقي والمذهبي الذي يسود في العراق . فدراليات وأقاليم ، حكومات محلية وحكومات مركزية في اشارة الى طبيعة النظام السياسي والأداري وصلاحيات السلطات المحلية أو المركزية . حكومة وحدة وطنية أم حكومة شراكة أم حكومة أغلبية سياسية ، كلها مقولات ترددت كثيرا قبل وبعد الأنتخابات البرلمانية الأخيرة وكل كتلة أم زعيم سياسي يستخدمها حسب فهمه وحسب الوضع الذي يريد ايجاده والأجواء التي ترافق حملته الأنتخابية . لم تغب مقولة العملية السياسية حتى أصبحت تذكر بين جملة وأخرى في خطاب وتصريحات الساسة حتى تجد ان هذه المقولة تتكرر عدة مرات في الأحاديث والتصريحات الأعلامية لشخصية سياسية ما وربما نستنتج أن كل ما قاله خلال اللقاء لم يكن سوى شيء واحد هو ، العملية السياسية .
المؤكد إن كل ما يقال وكل ما يتم أجتراره من مفاهيم ومقولات من قبل الساسة ثم تعمل وسائل الأعلام على أجترارها خلفهم لتحولها الى مقولات متداولة في أوساط الناس وكأنها وليدة حاجة المجتمع السياسي والأعلامي اليها ، يأتي في سياقات ممارسة الخداع المكشوف وزرع الأوهام في أذهان وعقول كل من تشبث بوهم أن حياتنا في العراق على مشارف التغيير الأبرز في مسيرتها . التغيير الذي يفضي الى تحقيق الأمل . لقد رزعوا الوهم من أجل تحجيم وتضييق بؤرة الأمل الذي كان يشوب حياتنا رغم ويلات القمع والبطش الفتاك .
الوقوف على مسافة واحدة من جميع العراقيين أو من جميع القوى السياسية مقولة جديدة تدخل في متاهة المقولات والمصطلحات الرنانة التي يتم ابتكارها لتكون جاهزة في قواميس الساسة وليستخدمونها في لحظات ومواقف معينة تتطلب مفردات ومقولات كهذه حتى لو لم تكن من منتوجهم الفكري والثقافي وإنهم مجرد أشخاص يعيدون الصدى أو يكرروا مثل الببغاوات كل ما قاله شخص ما في لحظة معينة ومن أجل قضية معينة أيضا . هكذا وجدنا الجميع يردد ما قاله الملك السعودي وأتباعه من أنهم يقفون على مسافة واحدة من القوى السياسية في العراق . الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال الطالباني الذي قال في الكثير من المناسبات إنه يقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين ولكنه سرعان ما يقلص هذه المسافة حين يتعلق الأمر بأبناء قوميته وقضاياهم العالقة مع حكومة بغداد او حين يتعلق الموضوع بكركوك والمناطق التي تسمى ب(المتنازع عليها ) فإن مسافته هذه سرعان ما تضيق جدا حد التلاشي ،نجده يكرر ما قاله ملك السعودية ولم يتردد كذلك نائبه طارق الهاشمي في تكرار تلك المقولة وزاد إنه : أستمع الى نصائح هامة ومفيدة من جلالة الملك وستعجل من تشكيل الحكومة العراقية ..!!
من المؤكد فإن ما يتردد من وقوف السعودية على مسافة واحدة من القوى السياسية في العراق ، لابد وأن يكون له أنعكاس داخلي ليس من جهة الساسة ولكن من جهة رجال الدين في النجف هذه المرة غير أنه أنعكاس أو رد فعل فيه دلالات كثيرة فثمة إعلان منسوب للسيستاني يقول : إن المرجعية لاتتدخل بالسياسة وإنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف وليس لها موقف سلبي من أي طرف. وعلى الرغم من أن لكل واحد من رجال الدين الكبار حزب يدعمه ويدافع عنه ( اليعقوبي مع حزب الفضيلة والفضلاء، مدرسي مع حركة العمل الاسلامي ، ، مقتدى الصدر وكأمتداد لأبيه يقود التيار الصدري ومثله عمار الحكيم في قيادة المجلس الاعلى ..الخ ) الا أن رجال الدين هؤلاء يقولون أنهم لايتدخلون بالسياسة ويقفون على مسافة واحدة من الجميع ..!!!!
حكومة المالكي وخلال فترة الأنتخابات قالت : إنها تقف على مسافة واحدة من كل القوى المشاركة في العملية الأنتخابية .
حين دخلت القوات الامريكية لأسقاط النظام البعثي السابق ولتحتل العراق تحت هذا الستار فإن الأدارة الأمريكية قالت : إنها تقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين .
نائب رئيس بعثة السفارة البريطانية في بغداد قال : نقف على مسافة واحدة من كل الأئتلافات ونحثها على سرعة تشكيل الحكومة العراقية.
رسل ومبعوثي جامعة عمرو موسى العربية قالوا : إن جامعتهم وأمينها العام تقف على مسافة واحدة من العراقيين . وثمة الكثير من الدول والهيئات التي قالت أنها تقف ذات الموقف .
لو كان الجميع يقف على مسافة واحدة من العراقيين أو من القوى السياسية التي تقف على مسافات متباعدة فيما بينها ، فلماذا كل هذا الدم والخراب ومخاطر الأنهيار المتواصل ؟ لماذا كل هذا الارهاب والمفخخات والأحزمة الناسفة التي تجيد دولة جلالة الملك تصديرها للعراق ، أسوة بغريمتها إيران التي تتفنن هي الأخرى في ممارسة كل ما يحلو لها في العراق من تدمير وخراب وتعزيز نفوذ وهي التي أعلنت كذلك وفي مناسبات عدة وقوفها على مسافة واحدة من جميع العراقيين ومن القوى والكتل السياسية فيه ، ولعل ما تمارسه من قتل وتدمير ضد الجميع هو ما تعنيه بوقوفها مسافة واحدة من جميع العراقيين ؟ لماذا يسعى الجميع لأن يباعدوا المسافات بين القوى السياسية في العراق وأن يزيدوا من حدة صراعاتها وتناحراتها ؟ من يسعى لأشعال حرائق الأقتتال الطائفي مجددا وتعزيز الأنقسامات والتمسك بالهويات العنصرية ، طائفية كانت أم قومية ،إن كان الجميع يقفون على مسافة واحدة من الجميع ؟ نعم إنهم يقفون على مسافة واحدة من الجميع غير أنها تلك المسافة التي توصل المزيد من العراقيين للمهالك وفقدان طعم الراحة والأمن والأستقرار . هي المسافة الكافية لممارسة القتل وأشاعة الخراب وصناعة المصير المجهول .
موزائيك وفسيفساء ومكونات أجتماعية متنوعة في أشارة الى التنوع العرقي والمذهبي الذي يسود في العراق . فدراليات وأقاليم ، حكومات محلية وحكومات مركزية في اشارة الى طبيعة النظام السياسي والأداري وصلاحيات السلطات المحلية أو المركزية . حكومة وحدة وطنية أم حكومة شراكة أم حكومة أغلبية سياسية ، كلها مقولات ترددت كثيرا قبل وبعد الأنتخابات البرلمانية الأخيرة وكل كتلة أم زعيم سياسي يستخدمها حسب فهمه وحسب الوضع الذي يريد ايجاده والأجواء التي ترافق حملته الأنتخابية . لم تغب مقولة العملية السياسية حتى أصبحت تذكر بين جملة وأخرى في خطاب وتصريحات الساسة حتى تجد ان هذه المقولة تتكرر عدة مرات في الأحاديث والتصريحات الأعلامية لشخصية سياسية ما وربما نستنتج أن كل ما قاله خلال اللقاء لم يكن سوى شيء واحد هو ، العملية السياسية .
المؤكد إن كل ما يقال وكل ما يتم أجتراره من مفاهيم ومقولات من قبل الساسة ثم تعمل وسائل الأعلام على أجترارها خلفهم لتحولها الى مقولات متداولة في أوساط الناس وكأنها وليدة حاجة المجتمع السياسي والأعلامي اليها ، يأتي في سياقات ممارسة الخداع المكشوف وزرع الأوهام في أذهان وعقول كل من تشبث بوهم أن حياتنا في العراق على مشارف التغيير الأبرز في مسيرتها . التغيير الذي يفضي الى تحقيق الأمل . لقد رزعوا الوهم من أجل تحجيم وتضييق بؤرة الأمل الذي كان يشوب حياتنا رغم ويلات القمع والبطش الفتاك .
الوقوف على مسافة واحدة من جميع العراقيين أو من جميع القوى السياسية مقولة جديدة تدخل في متاهة المقولات والمصطلحات الرنانة التي يتم ابتكارها لتكون جاهزة في قواميس الساسة وليستخدمونها في لحظات ومواقف معينة تتطلب مفردات ومقولات كهذه حتى لو لم تكن من منتوجهم الفكري والثقافي وإنهم مجرد أشخاص يعيدون الصدى أو يكرروا مثل الببغاوات كل ما قاله شخص ما في لحظة معينة ومن أجل قضية معينة أيضا . هكذا وجدنا الجميع يردد ما قاله الملك السعودي وأتباعه من أنهم يقفون على مسافة واحدة من القوى السياسية في العراق . الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال الطالباني الذي قال في الكثير من المناسبات إنه يقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين ولكنه سرعان ما يقلص هذه المسافة حين يتعلق الأمر بأبناء قوميته وقضاياهم العالقة مع حكومة بغداد او حين يتعلق الموضوع بكركوك والمناطق التي تسمى ب(المتنازع عليها ) فإن مسافته هذه سرعان ما تضيق جدا حد التلاشي ،نجده يكرر ما قاله ملك السعودية ولم يتردد كذلك نائبه طارق الهاشمي في تكرار تلك المقولة وزاد إنه : أستمع الى نصائح هامة ومفيدة من جلالة الملك وستعجل من تشكيل الحكومة العراقية ..!!
من المؤكد فإن ما يتردد من وقوف السعودية على مسافة واحدة من القوى السياسية في العراق ، لابد وأن يكون له أنعكاس داخلي ليس من جهة الساسة ولكن من جهة رجال الدين في النجف هذه المرة غير أنه أنعكاس أو رد فعل فيه دلالات كثيرة فثمة إعلان منسوب للسيستاني يقول : إن المرجعية لاتتدخل بالسياسة وإنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف وليس لها موقف سلبي من أي طرف. وعلى الرغم من أن لكل واحد من رجال الدين الكبار حزب يدعمه ويدافع عنه ( اليعقوبي مع حزب الفضيلة والفضلاء، مدرسي مع حركة العمل الاسلامي ، ، مقتدى الصدر وكأمتداد لأبيه يقود التيار الصدري ومثله عمار الحكيم في قيادة المجلس الاعلى ..الخ ) الا أن رجال الدين هؤلاء يقولون أنهم لايتدخلون بالسياسة ويقفون على مسافة واحدة من الجميع ..!!!!
حكومة المالكي وخلال فترة الأنتخابات قالت : إنها تقف على مسافة واحدة من كل القوى المشاركة في العملية الأنتخابية .
حين دخلت القوات الامريكية لأسقاط النظام البعثي السابق ولتحتل العراق تحت هذا الستار فإن الأدارة الأمريكية قالت : إنها تقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين .
نائب رئيس بعثة السفارة البريطانية في بغداد قال : نقف على مسافة واحدة من كل الأئتلافات ونحثها على سرعة تشكيل الحكومة العراقية.
رسل ومبعوثي جامعة عمرو موسى العربية قالوا : إن جامعتهم وأمينها العام تقف على مسافة واحدة من العراقيين . وثمة الكثير من الدول والهيئات التي قالت أنها تقف ذات الموقف .
لو كان الجميع يقف على مسافة واحدة من العراقيين أو من القوى السياسية التي تقف على مسافات متباعدة فيما بينها ، فلماذا كل هذا الدم والخراب ومخاطر الأنهيار المتواصل ؟ لماذا كل هذا الارهاب والمفخخات والأحزمة الناسفة التي تجيد دولة جلالة الملك تصديرها للعراق ، أسوة بغريمتها إيران التي تتفنن هي الأخرى في ممارسة كل ما يحلو لها في العراق من تدمير وخراب وتعزيز نفوذ وهي التي أعلنت كذلك وفي مناسبات عدة وقوفها على مسافة واحدة من جميع العراقيين ومن القوى والكتل السياسية فيه ، ولعل ما تمارسه من قتل وتدمير ضد الجميع هو ما تعنيه بوقوفها مسافة واحدة من جميع العراقيين ؟ لماذا يسعى الجميع لأن يباعدوا المسافات بين القوى السياسية في العراق وأن يزيدوا من حدة صراعاتها وتناحراتها ؟ من يسعى لأشعال حرائق الأقتتال الطائفي مجددا وتعزيز الأنقسامات والتمسك بالهويات العنصرية ، طائفية كانت أم قومية ،إن كان الجميع يقفون على مسافة واحدة من الجميع ؟ نعم إنهم يقفون على مسافة واحدة من الجميع غير أنها تلك المسافة التي توصل المزيد من العراقيين للمهالك وفقدان طعم الراحة والأمن والأستقرار . هي المسافة الكافية لممارسة القتل وأشاعة الخراب وصناعة المصير المجهول .
طيور السلام- الرتبة :
المزاج :
عدد المشاركات : 33
العمر : 44
البلد : العراق
الولاية الى أهل البيت (ع) : انا مولالي الى اهل البيت عليهم السلام
اعلام الدول :
عارضة احترام القوانين :
عارضة الطاقة :
نقاط : 5428
السٌّمعَة : 1
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى